كشف تقرير حديث عن تأثير غير متوقع لفاكهة الدوريان على صناعة القهوة العالمية.
فاكهة الدوريان، المعروفة برائحتها النفاذة لدرجة أنه تم حظرها في وسائل النقل العامة في بعض الدول الآسيوية، أصبحت تلعب دورًا غير مباشر في تحريك أسعار القهوة حول العالم.
تأثيرات المناخ والتحولات الاقتصادية
الأحداث المناخية وأثرها على إنتاج القهوة:
- في عام 2021، تعرضت محاصيل القهوة في البرازيل، أكبر منتج لحبوب البن من نوع “أرابيكا”، لصقيع مدمر، مما أدى إلى نقص حاد في الإمدادات العالمية.
- أدت هذه الأزمة إلى زيادة الطلب على حبوب “روبوستا” من فيتنام، التي تُستخدم عادة في القهوة الفورية.
التغيرات في الإنتاج الفيتنامي:
- فيتنام، التي عانت من موجة جفاف هي الأسوأ منذ عقد، شهدت تأثيرًا كبيرًا على إنتاج البن.
- نتيجة لذلك، بدأ المزارعون الفيتناميون في البحث عن بدائل أكثر ربحية، ووجدوا ضالتهم في فاكهة الدوريان التي أصبحت محصولًا ذا قيمة اقتصادية أعلى من البن.
التحول إلى زراعة الدوريان:
- ارتفعت أرباح زراعة الدوريان إلى خمسة أضعاف ما يدره محصول البن، مما دفع المزارعين إلى التحول من زراعة البن إلى زراعة الدوريان.
- هذا التحول أدى إلى انخفاض كبير في إنتاج البن الفيتنامي، حيث تراجعت صادرات حبوب “روبوستا” بنسبة 50% في يونيو 2024 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
أثر الانخفاض في إنتاج البن:
- مع انخفاض إنتاج البن في البرازيل وفيتنام، سعت دول أخرى مثل كولومبيا وإثيوبيا لتعويض النقص.
- ورغم الجهود المبذولة، لم تتمكن هذه الدول من سد الفجوة الكبيرة في العرض، مما أدى إلى ارتفاع أسعار البن في الأسواق العالمية إلى مستويات قياسية.
تأثير الأسعار على المستهلكين
- بدأت أسعار القهوة في المقاهي حول العالم تشهد ارتفاعات ملحوظة.
- يتوقع بول أرمسترونغ، تاجر القهوة في المملكة المتحدة، أن تصل أسعار فنجان القهوة إلى مستويات “جنونية” قريبًا.
- بسبب التكاليف المرتفعة لحبوب البن، ستجبر المقاهي على نقل هذه الزيادات إلى العملاء.
التوقعات المستقبلية
رغم أن بعض الخبراء يتوقعون أن الأسعار قد تستقر على المدى الطويل إذا تحسنت الظروف المناخية في البرازيل، فإن الواقع الحالي يشير إلى أن فاكهة الدوريان، التي لم تكن مرتبطة بصناعة القهوة من قبل، أصبحت الآن جزءًا من المشهد الاقتصادي الذي يؤثر على أسعار القهوة عالميًا.