إسرائيل تسعى لتحويل الشرق الأوسط إلى ساحة حرب

الدكتور محمد الضوينى وكيل الأزهر فى حوار خاص لـ«الوفد»:

أحداث لبنان حلقة من مسلسل الوحشية الإسرائيلية ضد العرب

الصهاينة يخدعون العالم بشعارات كاذبة.. والبربرية أبرز طباعهم

«الطيب» كشف التآمر الغربى ضد القضية الفلسطينية

العلمانية «تتوجس خيفة» من الدين.. والثوابت خط أحمر

الإسلام يكفل حرية العقيدة.. والتعددية سنة الكون

الفرقة والتنازع.. أسرع طريق لتدمير المجتمعات

 

الدكتور محمد الضوينى وكيل الأزهر الشريف أحد رموز الفكر الوسطى فى مصر والعالم الإسلامى، تميز بأسلوبه السهل الهادئ البسيط فى الحديث، عاملا على ربط الدين بالواقع من دون إخلال بالأصول والثوابت.

ولد فضيلة الدكتور «الضوينى» فى مارس 1965 بقرية مجول مركز سمنود بمحافظة الغربية، حصل فضيلته على الإجازة العالية فى الشريعة والقانون من جامعة الأزهر الشريف بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف 1990، ثم درجة التخصص فى الفقه المقارن 1995، عن أطروحة بعنوان «تحقيق ودراسة كتاب النكاح من مخطوط تهذيب الأحكام للإمام البغوى» ثم نال درجة العالمية فى الفقه المقارن 1998 عن موضوع «بيان أحكام المذاهب الثمانية ومقارنتها والترجيح بينها ثم المقارنة مع القانون الوضعى وترجيح الاتجاه المناسب وفق مقتضيات الدليل والمصلحة».

تدرج الدكتور «الضوينى» فى العديد من الوظائف العلمية بالأزهر الشريف وخارجه، حيث عمل معيدًا بقسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون عام 1991 وثم أستاذًا بأكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة بسلطنة عمان 2002، وأستاذًا مشاركًا للشريعة الإسلامية والفقه المقارن بمعهد دبى القضائى 2014، ثم رئيسًا لقسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون 2018 فوكيلًا للكلية ذاتها 2019 كما تم اختياره رئيسًا لأكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثى الفتوى، وأمين عام لهيئة كبار العلماء بالأزهر، ثم وكيلًا للأزهر الشريف 2020.

أثرى الدكتور محمد الضوينى المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات العلمية والشرعية الرصينة أهمها «التصرف فى أعضاء الإنسان من منظور إسلامى.. دراسة مقارنة لأحدث الاتجاهات الفقهية المعاصرة»، و«أحكام القسمة.. دراسة فقهية مقارنة بين الفقه الإسلامى والقانون المدنى» و«موقف الإسلام من حرمان بعض الأسر للبنات من الميراث» و«وتغير قيمة النقود وأثره فى الحقوق والالتزامات» و«فروع فى بعض المعاملات المالية المعاصرة»و«منهج الشريعة الإسلامية فى ترشيد الاستهلاك وأثره على التنمية» و«أحكام زكاة الديون فى الفقه الإسلامى» و«موقف الشريعة الإسلامية من القتل بدافع الشفقة فى حالات الإنعاش الصناعى».

«الوفد» التقت فضيلة الدكتور محمد عبدالرحمن الضوينى وكيل الأزهر الشريف، وهذا نص الحوار،،،

< بداية.. ما أبرز التحديات التى تواجه العالم الإسلامى فى الوقت الراهن وكيفية الخروج من النفق المظلم الذى تعيش فيه الأمة؟

<< المتابع المدقق لحال الأمة الإسلامية اليوم يجد أنها تمر بأكثر المراحل استهدافًا وتواجه العديد من التحديات، خصوصًا فى ظل مانعانيه من آلام وأحزان بسبب ما يجرى فى الديارالعربية والإسلامية، فى سوريا العراق واليمن وليبيا من زعزعة للاستقرار والأمن، فضلًا عن ما تشهده فلسطين الأَبِيَّة وغزة الفَتِيَّة من اعتداء صارخ يخالف ما يعرفه بنو الإنسان من أديان سماوية، وأعراف دولية، ومواثيق أُمَمِيَّة، واستهداف للأطفال الأبرياء ودور العبادة والمستشفيات والعُزَّل. ولا ننسى لبنان وما يقع فى ضواحيها من قصف ظالم مدمر؛ بما يؤكد أن الوحشية والبربرية لا تزال فى طبائع الصهاينة الذين يحاولون خداع العالم بشعارات كاذبة، ولا شك أن حالة التنازع والتفرق التى ‏درج عليها أبناء أمتنا العربية ‏منذ أمد بعيد، يعُد من أكثر التحديات شدة، والتى أصابت الجميع بما يشبه حالة «فقدان التوازن» ‏‏وهو يتصدى لعظائم الأمور، وأعجزته عن مواجهة أزماتهم ‏المتلاحقة مواجهة دقيقة، وبالإضافة إلى ذلك ومع تسليمنا أن لكل عصر خصائصه، فإن عصرنا الحالى الذى تهيمن عليه الصناعات الثقافية والإعلامية الغربية من خلال شركات عابرة للقارات عملاقة وضخمة تتوفرلديها إمكانيات هائلة وموازنات ضخمة جدًا يفرض علينا تحديًا كبيرًا يلزمنا أن نكون على حذرٍ شديدٍ فى التعامل مع كل ما يصدر إلينا فى الشرق من أفكار وقيم من الغرب قد لا تتناسب مع منظومتنا القيمية والأخلاقية. من ذلك يجب أن نكون على يقين لا يقبل النقيض، ‏هو: أننا لن نستعيد قدرتنا على النهوض ‏والتقدم ومواجهة أزماتنا مواجهة مسئولة، وتجاوزها ‏إلا بتحقيق ‏وحدة العرب، وتطبيق سياسة التكامل الاقتصادى، وتغليب ‏المصالح العامة، والاتفاق ‏على رؤى مستقبلية، وخطط مشتركة ‏مدروسة وقابلة للتنفيذ.‏ وبالضرورة أيضًا الالتزام بمنظومة القيم الدينية والأخلاقية التى حددها لنا الشريعة الإسلامية بدون إفراط يقودنا إلى التطرف الذى نتج عنه الإرهاب بأنواعه، أو تفريط ينتج عنه الانحلال الأخلاقى والإلحاد، وهو ما يجعل على عاتق علمائنا جهدًا كبيرًا لحماية المجتمعات الإسلامية.

< يستغل البعض التراث الإسلامى لتشويه صورة الإسلام الصحيح.. كيف واجه الأزهر الشريف ذلك؟ وماذا عن تطوير المناهج الأزهرية بما يتواكب مع مقتضيات العصر؟

<< التراث الإسلامى بحد ذاته ليس مشكلة، بل هو مصدر ثرى للمعرفة والقيم، ومع ذلك، قد تنشأ مشكلات عندما يُساء فهم هذا التراث أو يُستخدم بشكل انتقائى لتبرير أفعال تتناقض مع القيم الإسلامية الحقيقية، وتتمثل بعض هذه المشكلات فى التفسير المشوه، واستخدام النصوص التراثية بشكل انتقائى أو تحريفها لتبرير أيديولوجيات متطرفة، فضلًا عن الجمود الفكرى والتمسك بتفسيرات قديمة دون مواكبة تطورات العصر والتغيرات الاجتماعية، كما أن التباين الثقافى والاختلافات فى فهم التراث بناءً على خلفيات ثقافية وجغرافية متنوعة، قد يكون عاملًا فى سوء فهم التراث الإسلامى. ويواجه الأزهر الشريف المشكلات المرتبطة بالتراث الإسلامى، من خلال تشجيع الدراسات الأكاديمية التى تقدم تفسيرات موضوعية وشاملة للنصوص التراثية، مع الأخذ بعين الاعتبار السياق التاريخى والاجتماعى، والتحديث المستمر للمناهج الدراسية لتتواكب مع مقتضيات العصر، وتصحيح المفاهيم المشوهة مع الحفاظ على القيم الأساسية للدين، ويسعى الأزهر إلى تعزيز التعليم الدينى الذى يركز على القيم الأساسية للإسلام، مثل التسامح والعدالة والرحمة، وتوضيح أن بعض التفسيرات قد تكون غير متوافقة مع هذه القيم، كما يسعى الأزهر إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات لتصحيح المفاهيم الخاطئة وبناء فهم مشترك، ويقدم الأزهر فتاوى توضيحية تهدف إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة حول الدين وتوضيح المواقف الصحيحة بناءً على مبادئ الإسلام، ويوفر الأزهر برامج تدريبية لأعضاء هيئاته التعليمية والدينية لضمان تطوير مهاراتهم وفهمهم للتحديات الحديثة، ويدعم الأزهر البحث الأكاديمى الذى يهدف إلى إعادة النظر فى التفسيرات التراثية وتقديم رؤى جديدة تتماشى مع القيم الإسلامية، وتساعد هذه الجهود فى تصحيح الصورة التى قد تُشوَّه عن الإسلام والتراث، بما يضمن توافق التعاليم الإسلامية مع متطلبات العصر الحديث دون المساس بجوهر الدين.

< صورة الإسلام مشوهة فى أوروبا والغرب بشكل عام.. كيف يمكن تصحيح هذه الصورة وما هو دور الأزهر فى مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا؟

<< تشويه صورة الإسلام فى الغرب مرده إلى سوء الفهم والمعلومات المغلوطة التى تُنقل عن ديننا الحنيف. ولذلك، فإن تصحيح هذه الصورة يحتاج إلى تواصل مباشر ومفتوح مع الشعوب الغربية، وتقديم الإسلام بوجهه الصحيح كما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. والأزهر الشريف باعتباره منارة العلم الإسلامى الوسطى، يعمل على تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات، ويمد يده للجميع للوقوف ضد كل أشكال التعصب والكراهية، وجولات فضيلة الإمام الأكبر أ. د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، حول العالم خير شاهد على ما يقوم به الأزهر من جهود حثيثة فى هذا الشأن.

< العالم الإسلامى منقسم بداخله ما بين سنة وشيعة، هل يعد هذا التقسيم سببًا من أسباب الضعف مما يجعل البلاد العربية والإسلامية لقمة سائغة فى فم إسرائيل والغرب؟

<< لا شك أن الفرقة والتنازع والاختلاف أشد ضررًا وأسرع تأثيرًا عن غيرها فى تدمير المجتمعات، حيث إنها تتسبب فى إحداث فشل لا يرجى معه أى أمل فى علاج أو إصلاح. ولقد عاش المسلمون (السنة والشيعة) جنبًا إلى جنب بسلام على مدى قرون، ونحن جميعًا أبناء دين واحد ولغة واحدة، وتجمعنا مشتركات إنسانية وقيم أخلاقية وعادات مجتمعية متشابهة، وتتوفر لدينا كل مقومات الاتحاد، ولكن هناك صراعات وأجندات ومصالح مادية تتصدرها بيع الأسلحة، تتخذ من عالمنا الإسلامى سوقًا لترويج بضائعها ولا سبيل لهم فى ذلك سوى ببث الفرقة والطائفية بيننا نحن المسلمون. ولقد انفتح الأزهر فى الحوار الإيجابى على مختلف المؤسسات الدينية حول العالم، ويأتى فى مقدمة أولوياته التقاء ووحدة المسلمين مع بعضهم بعضًا وأن يتحدوا لمواجهة التحديات وتجاوز الأزمات، وكان الحوار الإسلامي- الإسلامى إحدى أحدث مبادرات الأزهر الشريف الهادفة إلى تعزيز الحوار بين مختلف مكونات الأمة الإسلامية، حيث جاء ترجمةً لدعوة فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال ملتقى البحرين للحوار، الذى دعا فيه إلى لمِّ الشمل وتعزيز الشأن الإسلامى ووحدة صف الأمة.

< هل تؤمن بنظرية المؤامرة من العالم الغربى ضد العالم الإسلامى؟

<< من الصعب التعميم فى هذا الأمر، فبالرغم من وجود مؤامرات ومحاولات مستمرة ضد العديد من الدول الإسلامية، وعلى رأسها فلسطين وغزة، وهذا يتضح من خلال الدعم اللامتناهى من الدول الكبرى للكيان الصهيونى الإرهابى فى حربه المستمرة على غزة، والتى اتسعت الآن لتشمل مدن الضفة الغربية، بالرغم من ذلك نجد العديد من الحكماء وأصحاب الضمير من شعوب الدول التى أعلنت رفضها وإدانتها لما يحدث فى قطاع غزة المحاصر، كما أعلنت شخصيات دولية كبرى استنكارها لذلك وفى مقدمتها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والذى سجل الأزهر تقديره للموقف الشجاع والشهم الذى وقفه وهو يدعو، غير خائف ولا مجامل، إلى ضرورة وقف العدوان على الضعفاء والمستضعفين فى غزة.

< ماذا عن دور الأزهر الشريف فى مساندة الشعب الفلسطينى وحقه فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف؟

<< الأزهر الشريف على مر تاريخه الذى يزيد على الألف عام، يرعى القضايا الإسلامية والوطنية، ولم ولن يتخلى عن دوره فى المحافظة على مقدسات الإسلام وتراثه، ولطالما كان الأزهر فى طليعة المؤسسات الدينية الداعمة للحق الفلسطينى، والتاريخ خير شاهد على ذلك، والقضية الفلسطينية كانت ولا تزال من أكثر القضايا المحورية التى يضعها فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على رأس اهتمامات مؤسسة الأزهر، مدافعًا عنها فى كافة المحافل الدولية والإقليمية من أجل مناصرة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فى إقامة وطنه المستقل وعاصمته القدس، حيث يأتى ذلك انطلاقًا من المسئولية الدينية والتاريخية التى يتحملها الأزهر الشريف تجاه الشعب الفلسطينى المظلوم، واستمرارًا لمناصرة الأزهر لنضال الشعب الفلسطينى، كما اتخذ الأزهر العديد من المواقف الحاسمة ضد الانتهاكات الصهيونية، مستخدمًا فى ذلك أشد العبارات لمخاطبة المجتمع الدولى بضرورة تحمل مسئولياته والتوقف عن اتباع سياسة الكيل بمكيالين، ومناصرة الحقوق الفلسطينية فى وجه ما أسماه «الإرهاب الصهيونى». ولقد لفتت الأنظارالمواقف والبيانات المشرفة للأزهر الشريف فى مصر بقيادة فضيلة الإمام الأكبرالدكتورأحمد الطيب شيخ الأزهرالشريف فى دعم نضال الشعب الفلسطينى، فقد حيا صمود الشعب الفلسطينى وتضحيات مقاومته الباسلة، ودعا الفلسطينيين إلى الصمود في أرضهم والتصدى لمخططات التهجيروالترحيل، كما هاجم التآمرالغربيعلى القضية الفلسطينية والانحياز الفاضح للكيان المحتل ودفاعه عن جرائم الحرب الصهيونية.

< وما هى رؤيتكم لما يحدث فى لبنان؟

<< إن ما يحدث فى لبنان ما هو إلا حلقة جديدة من مسلسل الاعتداء والوحشية الصهيونية على مقدرات الشعوب، ومحاولة إجرامية لفرض السيطرة والاستيلاء على جزء أكبر من الأراضى والبلدان، بغض النظر عن كم الأرواح التى تُزهق والتدمير الهائل للمنشآت والأبنية والمرافق، من أجل تحويل الشرق الأوسط إلى ساحة للحروب، وتوسيع رقعة الصراعات، لتشمل دولًا ومناطق أخرى، بعد أن حوَّل غزة إلى تلالٍ من الرُّكام وشلَّالات من الدماء، وآلاف من الضحايا المدنيين والأبرياء، بما يهدد مصير شعوب بأكملها. من الواجب علينا كمسلمين أن نتحد ونبذل قصارى جهدنا لمساعدة إخواننا المستضعفين فى فلسطين، ونحن متمسكون بعقيدة راسخة، وثقة فى أن نصر الله عز وجل آت لا محالة، فعلينا أن نتقرب إلى الله عز وجل بالصلاة والذكر والدعاء والصبر، مهما حلك الظلام، واشتد الضيق، واجتمعت الكروب، وتكالبت الأمم؛ لأن الأمل بالله كبير ويقيننا بأن العاقبة للمتقين.

< تبنى رواد العلمانية والتنوير الدعوة إلى رفض الدين وإقصائه عن حركة المجتمع كما فعلت أوروبا فجعلوا الإسلام سببًا لتخلف المسلمين وانحطاطهم.. فما ردكم على هذا الطرح؟

<< هذه الدعوة البائسة تؤكد أن نظرة هؤلاء إلى الدين وخاصة الإسلامى هى نظرة خاطئة تمامًا، وتبرهن على جهل عميق بأمور هذا الدين الحنيف الذى يؤكد دومًا على قيم الحرية والاعتدال، وكفل للجميع حرية الاعتقاد، وذلك بموجب قوله تعالى «لا إكراه فى الدين».. «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، كما جعل التعددية أيًا كانت، تعددية فكرية أو دينية أو ثقافية، سُنَّة من سنن الله فى الكون. والعلمانية ليست نموذجًا واحدًا، فقد تعددت وجوهها طبقًا لأطوارها التى مرت بها، ابتداء بإقصاء الدين عن الحياة، وفصل الدين عن الدولة، بسبب ما تبناه رجال الدين فى قرون مضت من سلوكيات ومفاهيم ناقضت العقل والعلم، وانتهاء بنموذج العلمانية المنفتحة، والعلمانية التى تقر الأديان بقدر ما تقدم الدولة، وستبقى العلمانية بنماذجها المختلفة تتوجس خيفة من الدين وأوامره، وتخلط بين المقدس وغير المقدس، وعليها أن تقدم برهانًا على غير هذا.

< يثار الكثير من اللغط حول قضية التراث فالبعض يرفضه بحجة أنه عمل بشرى قابل للخطأ والبعض يقبله كالمقدس وآخرون يطالبون بتنقيته فإلى أى الفريقين تميل؟

<< إن تراثنا الإسلامى يدعو للفخر والاعتزاز به لما فيه من كنوز عظيمة أنتجتها مناهج بذل فيها علماؤنا جل جهدهم لإصلاح المجتمع وتقويمه، فالأزهر موكل بحفظ التراث، لأن التراث فى عقيدتنا الأزهرية نقطة ‏ارتكاز ثابتة حولها نطوف، ومنها نبدأ حركة علمية حرة، فلم يمنعنا التراث يوما من الحركة، ولم يمنعنا ‏التراث يومًا من التفكير، كما أن الأزهرى يُعمل العقل فى تعامله مع التراث فلا يرفضه رفضًا قاطعًا، ولا يتشدد فيه، وإنما يبحث فى معناه وفهم محتواه الذى يحقق مصلحة المجتمع، فالمنهج الأزهرى ضمان للأمن المجتمعى، فإننا لا نقدس التراث ولكن نحترمه ونجله ونبحث ونجدد فيه لما فيه من الخير للبشرية جمعاء، ونعيب على الاتجاه الحداثى أنه يحاول أن يلغى ‏قدسية النص، بل يعمل على تفكيك مكونات الهوية من عقيدة ولغة وتاريخ وقيم، وإذا كنا نُقر بأهمية التراث ‏فى المحافظة على هويتنا، وصد أى محاولة لعدوان فكرى على الأمة وثوابتها، فإن من الأمانة والموضوعية ‏الكاملة أن نوجه الشباب إلى التعامل مع التراث بطريقة متوازنة، تستخرج منه كنوزه المكنونة، مع عدم ‏إغفال الواقع وما يحمله من مستجدات، وتلك مهمة قومية وطنية بامتياز.‏

< ظهرت مؤخرًا موجة اعتراضات على ثوابت ونصوص دينية وعقائدية ضاربين بقانون ازدراء الأديان عرض الحائط ممن يدعون أنهم يفكرون بلغة العصر.. ما ردكم على ذلك؟

<< الثوابت والنصوص الدينية خط أحمر نقف عنده ونتصدى لكل من يفكر أن يعبث بهما أو ينال منهما، فأحكام الدين الإسلامى بها ثوابت لا تتغير ولا تتجدد، وهى الأحكام قطعية الثبوت والدلالة، هذه الأحكام ليس من المقبول الاعتراض عليها أو محاولة طمسها، فهذا الإسلام عاش لأكثر من 14 عشر قرنًا، لأنه صالح لكل زمان ومكان يراعى أحوال الناس وظروفهم وشئونهم، وأحكام الإسلام من وضعها حكيم عليم فوق مدارك البشر ولن يصلوا مهما كان فكرهم فكيف لهم أن يضربوا بعرض الحائط بهذه الأحكام ويحاولوا أن يغيروها، فهذا أكبر دليل على قصور لديهم فى التفكير، ونسأل الله لهم الهداية والرجوع إلى الحق.

< المتربصون بالشريعة الإسلامية لا يتوقفون عن قذفها باتهامات عشوائية ومحاولة عزلها عن واقع المسلمين وحياتهم المعاصرة.. كيف تنظر إلى محاولات هؤلاء؟

<< الأزهر يتابع كل الأطروحات التى تطرح فى المجتمع بصفة مستمرة، فهو مهموم بقضايا الأمة، ويتصدى لكل من يحاول أن ينال من استقرار أمتنا، لذا سارعنا فى الأزهر وأنشأنا وحدة «بيان» من قطاعات الأزهر المختلفة للرد على الشبهات والأطروحات المثارة على الساحة، والتى تهدف إلى الطعن فى ثوابت الفكر، وما استقر فى وجدان الأمة، والتشويه المتعمد للتراث، واتهام ظالم للعلم والعلماء، فالأزهر بعلمائه وطلابه على قدر كبير من المسئولية والشجاعة فى الدفاع عن الحق بحق، ملتزمين بآداب البحث والمناظرة، ودون تجريح أو إساءة، وأن هذه الشبهات التى تثار مجددًا قد أتى السابقون عليها، فبينوا عوارها وضعفها وهوانها، بما يلجم كل قائل، وهذه الردود تأتى من باب صيانة الدين من أن يتسور حماه مَن لا يُحسن قراءة علومه؛ وأن الأزهر الشَّريف أدرك منذ فترة مبكرة هذا الطرح السقيم، وتابعه بدقة، وقد كان يكفيه الكلام لو أن هؤلاء ثابوا لرشدهم، ولكنهم فى غيهم يعمهون.

< يتجدد الحديث عن الخطاب الدينى فقط مع وقوع الأزمات وكأنه»موضة» وليس رسالة وهدفًا.. ما هو ردك على من يهاجمون الأزهر ويتهمونه بالبطء والتراخى فى إحداث التجديد؟

<< الأزهر أخذ على عاتقه حفظ التراث وتجديده، فنحن لم نقف على ما قدمه علماؤنا القدامى بل نجدد ونطور فيه، لذا فقد اتخذ الأزهر الشريف خطوات عدة من أجل تجديد الفكر والعلوم الإسلامية فى إطار مهمته لنشر صحيح الدين الإسلامى فى ربوع العالم، حيث اتخذ العديد من القرارات لتجديد الخطاب الدينى والذى بدأ فى عام 2011 عقب تولى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، منصب الإمام الأكبر، ومنها: إصلاح وتطوير المناهج الأزهرية، وتنقيحها من النصوص والأقوال التراثية التى قيلت فى سياقات مختلفة لا تتناسب والواقع المعاصر، وتضمينها بما يساعد على نشر ثقافة السلام والتعايش والمواطنة بين جميع الشعوب والثقافات، فضلًا عن عقد المؤتمرات والندوات التى تسهم فى تجديد الفكر الدينى وتناقش المفاهيم المغلوطة، وتسهم فى نشر الوسطية والحد من أفكار التطرف والإرهاب، مثل: «مؤتمر الأزهر العالمى لمواجهة التطرف والإرهاب فى عام (2014م)»، ومؤتمر «الحريَّة والمواطنة،… التنوُّع والتكامل» فى عام (2017م)، ومؤتمر «الأزهر العالمى للسلام» فى عام (2017م)، «منتدى شباب صناع السلام» فى عام (2018م)، و«مؤتمر الأزهر العالمى لنصرة القدس» فى عام (2018م)، وندوة «الإسلام والغرب تنوع وتكامل» فى عام (2018م)، بالإضافة إلى الاهتمام بقضايا المرأة وتجديد الآراء الفقهية المتعلقة بها، وقد بدا ذلك جليًا فى مشروع قانون الأزهر للأحوال الشخصية، فلم نترك مجالًا إلا وأحدثنا فى تجديد وتطوير، ولم نغفل عن أى قضايا مستحدثة أو مستجدة إلا وطرقنا فيها الأبواب وأخذنا فيها باعًا.

< بعض القادة فى الغرب والدول الأوروبية أطلقوا حملة مسيئة ضد الإسلام والرسول.. فى رأيك ما سبب هذه العنصرية وما واجب الأمة تجاه ذلك؟

<< يعمل الأزهر الشريف، عبر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف والإرهاب، على رصد وتتبع الفتاوى والأفكار المتطرفة وتفنيدها، ونشر قيم التسامح والاعتدال. ويقوم المرصد بإعداد دراسات وتحليلات معمقة حول القضايا المتعلقة بالإرهاب والتطرف، ويستخدم فى ذلك وسائل التكنولوجيا الحديثة للتواصل مع مختلف الفئات والمجتمعات، بهدف تعزيز الوعى بخطورة الفكر المتطرف، وتأكيد الدور الريادى للأزهر فى نشر الوسطية والسلام. كما يضطلع المرصد بمهمة رصد الحملات المسيئة للإسلام والمسلمين التى تشنها الجماعات والأحزاب المتطرفة بين الفينة والأخرى بهدف تشوية صورة المسلمين فى الدول الغربية، ويعمل على وضع التصور الكامل للرد على مثل تلك الحملات وتفنيدها وبيان مدى تضليلها وكذبها، وقد نجحنا بفضل الله، خلال الفترة الماضية، فى التصدى للكثير من مثل هذه الحملات، وبيان ما يقف وراءه من حملات تهدف إلى إشعال نار الفتنة عبر ما تتناوله ظاهريًا من عدم احترام للأديان، وبالمناسبة فمثل تلك الحملات لا تستهدف الإسلام خاصة، بل تستهدف كل ما هو دينى، ومثال ذلك ما رأيناه مؤخرًا من رسومات استهدفت الإساءة للسيد المسيح، خلال حفل افتتاح «أولمبياد باريس»، وهى حملات يظهر الهدف منها جليًا للجميع، بالتشكيك فى الأديان والترويج للأفكار الإلحادية، وهو ما نعمل على التصدى له بكل ما أوتينا من قوة.

< نخشى من طمس الهوية الإسلامية لأبناء الأقليات الموجودة فى الغرب سواء حاليًا أو مستقبلًا خاصة بين الأجيال التى ولدت وعاشت فى الغرب وانقطعت عن دينها وأوطانها.. فماذا فعل الأزهر للمحافظة على الهوية؟

<< بداية أود أن أوضح أن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر يرفض استخدام مصطلح «الأقليات» عند الإشارة إلى المجموعات الدينية، ففضيلة الأمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، يرى أن هذا المصطلح يمكن أن يعزز من الشعور بالتفريق ويقلل من الوحدة الإنسانية التى ينادى بها على الدوام، وبدلًا من ذلك، يفضل استخدام مصطلحات تعكس التعايش والتكامل بين جميع أفراد المجتمع، دون تصنيفهم وفقًا لحجمهم أو تعدادهم. أما فيما يتعلق بسؤالك، فإن الأزهر الشريف، بفضل الله تعالى، له حضور فى العديد من الدول، حيث لدينا أكثر من 900 مبعوث أزهرى موزعين على أكثر من 100 دولة حول العالم، ومهمتهم الأساسية هى نشر المنهج الأزهرى الوسطى فى البلدان التى يقيمون فيها، وتعليم اللغة العربية، والحفاظ على الهوية الإسلامية لأبناء المسلمين الذين يعيشون فى تلك الدول، وهو جزء أصيل من دور الأزهر الشريف، بالمحافظة على اللغة العربية وإحياء دين الله فى نفوس المسلمين، والحفاظ على التراث الإسلامى.

< ما هى رؤيتكم للشراكة بين الأزهر الشريف والفاتيكان وأثر هذا التعاون على قضايا التعايش المشترك والسلام بين الشعوب؟

<< حقق الأزهر فى عهد فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنجازات كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية، على مستوى الحوار بين الأديان، وكان من ذلك إحياء العلاقات مع الفاتيكان، التغلب على فترة الجمود التى سادت العلاقات بين المؤسستين الدينيتين الأكبر فى العالم لفترات طويلة، وهى الجهود التى توجت بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية فى أبو ظبى فى عام 2019، لتصبح هذه الوثيقة واحدة من أهم الوثائق التى تدعو للسلام وتعزز روح الحوار والتسامح حول العالم، وليس أدل من ذلك، تبنى الأمم المتحدة ليوم توقيعها، وهو الرابع من فبراير، من كل عام ليكون يومًا يحتفى فيه العالم أجمع بالأخوة الإنسانية. لذلك، فإن التعاون بين الأزهر الشريف والفاتيكان جوهرى لتحقيق التعايش المشترك وتعزيز ثقافة الحوار والتسامح بين أتباع هاتين المؤسستين الكبيرتين فى العالم أجمع.

< كيف ترى الفوضى فى إصدار الفتاوى والاجتهادات الشرعية فى العالم العربى واتخاذ البعض مجال الفتوى وسيلة لتضليل الناس والخروج على ثوابت الإسلام؟

<< إن ضبط الفتوى والتصدى لفوضى الفتاوى واحدة من القضايا التى كانت، ولا تزال، وستظل دائمًا، على رأس الأولويات بالنسبة للأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر، وقد كان لنا الكثير من الجهود خلال الفترة الماضية، بالتعاون مع المؤسسات الدينية المصرية، وعلى رأسها وزارة الأوقاف المصرية ودار الإفتاء المصرية، لضبط الفتوى والتصدى لفوضى الفتاوى، خاصة خلال الفترة الأخيرة، التى ظهرت فيها الكثير من الفتاوى المضللة والخاطئة، التى جاءت كنتيجة لانتشار مواقع التواصل الاجتماعى والتقدم التكنولوجى الذى سهل، للكثيرين التصدر للفتوى عن غير علم، وقد أنشأ الأزهر الشريف فى سبيل التصدى لذلك مركزًا عالميًا للفتوى الإلكترونية، مهمته الأساسية هى التصدى للفتاوى المضللة والخاطئة، وتفنيدها، وإصدار الردود العلمية عليها، عبر مجموعة متخصصة من أكفأ الباحثين فى مجال الفتوى من أبناء الأزهر الشريف، قد نجحنا بفضل الله فى وقف هذه الحالة من الفوضى، وسنعمل خلال الفترة القادمة على حل هذه المشكلة بشكل نهائى، وأن يكون مصدر الفتوى هو الهيئات المعتمدة فقط، بالأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف، وأن يكون ذلك من خلال العلماء المعتمدين فى الفتوى، لتفويت الفرصة على ضعاف النفوس وأنصاف الدارسين، من إصدار فتاوى غير منضبطة أو مضللة.

< ما تقييمكم للحوار الوطنى الذى نشهد فعالياته اليوم فى إطار الدعوة التى أطلقتها القيادة السياسية.. وما أبرز القضايا الملحة التى ترونها ضرورية لطرحها على أجندة الحوار؟

<< لا يخفى على أحد أن مصر والعالم أجمع يشهدان تحديات غير مسبوقة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، الأمر الذى يزيد من التهديدات أمام الأمن والاستقرار، كما يهدد تحقيق خطط التنمية الشاملة، وانطلاقًا من هذه التحديات ذاتها يأتى دور وأهمية الحوار الوطنى المصرى لرسم خريطة أولويات العمل الوطنى فى المرحلة المقبلة. ولعل أهم الملفات والقضايا الملحة على أجندة الحوار الوطنى هى قضايا الأمن والاستقرار، فضلًا عن التحديات الاقتصادية التى تعتبر من أبرز الأولويات فى المرحلة الحالية، إلى جانب قضايا التغير المناخى، والصراعات الإقليمية التى تؤثر بشكل مباشر على الاستقرار، وكذلك قضايا التعليم والصحة، التى ترتبط بتحقيق التنمية المستدامة التى تسعى الدولة المصرية إلى تحقيقها.

< شهدت الآونة الأخيرة هجومًا حادًا على التصوف بسبب تصرفات بعض منتسبيه.. فما حقيقة التصوف وماردكم على من يهاجمونه؟

<< حقيقة التصوف هى الورع والزهد والعكوف على العبادة والطاعة والبعد كل البعد عن الأخلاق الدنيئة، والتصوف يقوم أول ما يقوم على التبحر فى علوم الشريعة واللغة والإلمام بها، والالتزام بما جاء فى كتاب الله وفى سنة نبيه «صلى الله عليه وسلم»، ولنا الكثير من النماذج المضيئة من كبار العلماء ممن انتهجوا التصوف مثل فضلية الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، حفظه الله، والإمام عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر الأسبق، والإمام محمد متولى الشعراوى، وغيرهم الكثير من كبار العلماء من النماذج المضيئة فى التصوف، ولا يمس أبدًا من التصوف ما يظهر من وقت لآخر من سلوكيات بعض منتسبيه أو من يدعون التصوف كذبًا وزورًا، فهؤلاء جميعًا لا يعرفون ماهية التصوف الحقيقية، ولن تؤثر سلوكياتهم البعيدة عن التصوف من حقيقة التصوف وقيمته الروحانية والدينية الكبيرة.

< ما تقييم فضيلتكم لإطلاق المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية.. بداية جديدة لبناء الإنسان؟

<< إطلاق المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان» يمثل خطوة محورية فى مسار تطوير القدرات البشرية فى مصر، والأزهر الشريف يرى فى هذه المبادرة فرصة عظيمة لتعزيز القيم الأخلاقية والعلمية لدى الشباب، وترسيخ مفاهيم الهوية الوطنية والانتماء، حيث تركز المبادرة على بناء الإنسان بشكل شامل، من خلال تطوير مهاراته وتعميق وعيه بمسئولياته تجاه المجتمع. وسيشارك الأزهر بقوة فى دعم هذه المبادرة من خلال برامجه التعليمية والتوعوية، لتحقيق الأهداف المرجوة التى تسعى إلى تطوير الشخصية المصرية، وتعزيز قدرتها على مواجهة تحديات العصر؛ ونحن نؤمن بأن الاستثمار فى الإنسان هو الاستثمار الأهم، وأن هذه المبادرة ستسهم فى صناعة جيل قادر على تحقيق التنمية المستدامة لمصر، وبالفعل بدأ الأزهر بقطاعاته المختلفة بالمشاركة فى المبادرة منذ إطلاقها ونفذنا العديد من البرامج فى هذا الإطار، ومستمرون فى ذلك.

< أخيرًا.. رسالة توجهها إلى من؟

<< أود توجيه رسالة إلى جميع أفراد المجتمع، خاصة الشباب وأبنائنا الطلاب والطالبات، بأن يتوجهوا بالعلم والعمل الجاد إلى تحقيق أهدافهم وتطوير مهاراتهم. وأقول لهم جميعًا: «إن العصر الرقمى الذى نعيشه اليوم يوفر فرصًا هائلة للتعلم والنمو، ويجب علينا استغلال هذه الفرص بأقصى درجة ممكنة. كما أدعوهم إلى أن يكونوا طموحين فى تطلعاتهم، وأن يستفيدوا من التقنيات الحديثة لتحقيق التميز والإبداع فى مجالاتهم. وتذكروا دائمًا أن النجاح يتطلب المثابرة والإصرار، وأن العمل الجاد هو السبيل لتحقيق الأهداف الكبيرة، ونحن فى الأزهر الشريف نؤمن بقدراتكم ونسعى دائمًا لدعمكم وتوفير البيئة المناسبة لتفوقكم ونجاحكم. كما أوجه رسالة إلى القادة والمربين فى كافة المؤسسات التعليمية والدينية حول العالم، بأن يستمروا فى دعم الشباب وتوجيههم نحو القيم النبيلة والعمل المثمر، مع تعزيز روح التعاون والتفاهم والسلام بين جميع البشر.

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *