الفيلمان السعوديان «شاي جعفر» و«الحوض» يقتنصان جوائز «ظفار السينمائي»

من شارك في «مهرجان أفلام السعودية» يعرف جيداً من هو الشاب السعودي جعفر الجارودي، صانع الشاي الذي يقدمه كل عام لضيوف المهرجان من فنانين، ونُقاد، وإعلاميين، ليتحوّل هذا الشاب إلى بطل القصة في الفيلم الوثائقي القصير «شاي جعفر» للمخرج محمد الموسى، الذي يروي من خلاله حكاية جعفر والشاي مع عالم السينما والفنانين، في المهرجان الذي يقام سنوياً شرق السعودية، وليقتنص هذا الفيلم الوثائقي القصير جائزة لجنة التحكيم في مهرجان ظفار السينمائي الدولي الأول، الذي اختتم أعماله الأربعاء في مجمع السلطان قابوس للثقافة والترفيه في صلالة.

أحلام «الحوض»

يرافق «شاي جعفر» في التتويج؛ الفيلم السعودي القصير «الحوض» للمخرجة ريما الماجد، الحائز على جائزة تصويت الجمهور، وسبق أن تحدثت ريما الماجد لـ«الشرق الأوسط» عن فيلمها قائلة: «أردت من خلاله أنا وزميلتي مروة، التي كتبت قصته معي، أن نهديه لأولئك الذين لديهم أحلام عدة، ويتردّدون في تحقيقها بسبب المخاوف الداخلية وليس المجتمع، ومتى تخلّص المرء منها فسيكون قادراً على الوصول لمبتغاه».

المخرجة السعودية ريما الماجد (الشرق الأوسط)

فيلم «الحوض» الذي يأتي في حدود ربع ساعة، يتناول قصة كاتبة سيناريو تُدعى علياء، تحاول لسنوات كبح جماح أحلامها وطموحاتها، وفي لحظة ما تقرّر تحويل قصة كتبتها إلى فيلم سينمائي، لتخرج لها كل مخاوفها الداخلية وتتجسد أمامها واقعاً مُرّاً ومخيفاً، إلّا أنها تقاوم وتُصرّ على تحقيق شغفها الدفين وتجاوز هذه المخاوف التي قيدتها لسنوات مضت.

وعودة لفيلم «شاي جعفر» الذي يصفه الدكتور تركي الشهري، عضو هيئة التدريس الإعلام المرئي والمسموع في جامعة الملك عبد العزيز، بالقول: «هو قطعة فنية، من إخراج محمد الموسى، تحكي قصة جعفر، محضّر الشاي، الذي يسكب مع كل فنجان جرعة من الحب، تسري مع ذاكرة حاضِري المهرجان، عاماً بعد عام». وتابع في حسابه على منصة «إكس» بالقول: «يأخذنا المخرج مع جعفر، نتعرف على بداية اهتمامه بالشاي، وتحضيره، وتقديمه، ولكن مع قيمة مضافة وهي تقديمه مع قصة، طرفة، بشاشة… لتنقل تجربة شرب الشاي إلى مستوى آخر حسياً ومعنوياً».

بوستر فيلم «شاي جعفر» (الشرق الأوسط)

وأردف: «الوثائقي صادق، وصدقيّته تنبثق من صدق مشاعر البطل جعفر، فوصلت للمتلقي، وهذا سر من أسرار الوثائقي». مبيناً أن ثمة أمرين، إذا اجتمعا في الفيلم الوثائقي، ففُرص نجاحه مرتفعة؛ الأول: الشخصية، والثاني: القصة. قائلاً: إن «اختيار الشخصية هو العمود الفقري للوثائقي. البطل الذي ينسجم مع المخرج، رغم وجود الكاميرا وفريق التصوير، هو نادر، وجعفر كان منسجماً تماماً مع الكاميرا، وهذا ساعده على رواية قصته، بهدوء، وتدفق».

حفل ختام مهرجان ظفار السينمائي (وكالة الأنباء العمانية)

200 فيلم من 18 دولة

ومن الجدير بالذكر أن مهرجان ظفار السينمائي الدولي الأول شهد مشاركة دولية واسعة بلغت 200 فيلم روائي ووثائقي تأهل منها 41 فيلماً للمنافسة النهائية، تشمل 18 دولة من أنحاء العالم. كما تُوّج فيلم «إنسان» للمخرج الإيراني محمد بوستندوز بجائزة أفضل فيلم روائي دولي، و«ديانة الماء» بجائزة أفضل فيلم روائي عُماني، وحصد المخرجان موسى الكندي وعمرو علي جائزتي لجنة التحكيم، بالإضافة إلى فوز فيلم «الحوض» للمخرجة السعودية ريما ماجد الماجد بجائزة تصويت الجمهور.

وفي فئة الأفلام الوثائقية، تُوّج فيلم «الوردة» بجائزة أفضل فيلم وثائقي دولي للمخرجة الأردنية رحمة الشماسية، في حين حقق فيلم «سرقت» جائزة أفضل فيلم وثائقي عُماني للمخرج العُماني جابر الجابري، وحصل كل من فيلم «شاي جعفر» للمخرج السعودي محمد موسى، وفيلم «الأراضي الرطبة» للمخرج العُماني عبد الله الرئيسي على جائزة لجنة التحكيم.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *