ترامب أم هاريس… من هو المرشح الأقرب لتحقيق مصالح إسرائيل؟

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية تتطلع القيادة الإسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تشير تحليلات سياسية إلى أن نتانياهو يتطلع لترامب كحليف رئيسي يمكنه تأمين مزيد من الحرية لإسرائيل في تعاملاتها الإقليمية وخاصة في ظل الأوضاع المتوترة في الشرق الأوسط يتمتع ترامب بشعبية كبيرة بين الإسرائيليين حيث أظهر استطلاع رأي أجراه المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية (ميتفيم) أن 68% من الإسرائيليين يرون أن ترامب سيخدم مصالح إسرائيل على نحو أفضل من نائبة الرئيس كامالا هاريس التي حظيت فقط بنسبة 14% من التأييد رغم تأكيدها المتكرر على دعمها لإسرائيل.

سياسة ترامب الإقليمية وأثرها على إسرائيل

وتولى دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة من 2017 إلى 2021 وخلال هذه الفترة تبنى سياسات خدمت مصالح إسرائيل وأثرت بشكل إيجابي على نتانياهو إذ كانت فترة ترامب ملائمة للقيادة الإسرائيلية بشكل خاص اتخذ ترامب قرارات جريئة في سياسته الخارجية تجاه الشرق الأوسط بدأت بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وهي الخطوة التي عززت موقف إسرائيل بشأن اعتبار القدس عاصمتها الأبدية وأيضًا اعترافه بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان المحتلة وهي خطوة قوبلت بانتقادات دولية واسعة.

وعلى الصعيد الإقليمي أشرف ترامب على تطبيع العلاقات بين إسرائيل وثلاث دول عربية فيما عُرف باتفاقيات أبراهام والتي فتحت المجال أمام تعاون اقتصادي وأمني غير مسبوق بالإضافة إلى ذلك انسحب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران وأعاد فرض عقوبات صارمة على طهران ما زاد من العزلة الاقتصادية لإيران التي تعتبرها إسرائيل تهديدًا استراتيجيًا.

كامالا هاريس وبنيامين نتنياهو

علاقة شخصية وثيقة بين ترامب ونتانياهو

وتجمع ترامب ونتانياهو علاقة شخصية وثيقة وقد تباهى ترامب مؤخرًا بتواصله اليومي مع نتانياهو خلال فترة رئاسته مشيرًا إلى أنه سيستمر في العمل معه بشكل وثيق حال فوزه في الانتخابات المقبلة هذه العلاقة التي لطالما استثمر فيها نتانياهو تعزز فرص عودة ترامب وتمنحه ميزة كبيرة خاصة وأن نتانياهو يرى في ترامب الزعيم الأمريكي الذي يتيح له مرونة أكبر في القرارات الأمنية والسياسية دون ضغوط دولية كبيرة.

من جهته؛ يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية جدعون راهط أن “نتانياهو يطمح في عودة ترامب للرئاسة كأحد أهم إنجازاته السياسية” ويضيف أن “ترامب سيسمح له بالتحرك بحرية على الساحة الإقليمية وهذا ما يصب في صالح أهداف نتانياهو” كما أشار المحلل السياسي أفيف بوشينسكي إلى أن تجربة نتانياهو مع الجمهوريين ولا سيما ترامب كانت مميزة عكس تجربته مع الديمقراطيين الذين كانوا أكثر حذرًا وصرامة معه.

سياسة بايدن وهاريس تجاه إسرائيل دعم مشروط ومواقف أكثر حذرًا

وعلى الجانب الآخر يتمتع الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس بعلاقة فاترة مع نتانياهو ورغم دعم بايدن المستمر لإسرائيل إلا أن سياسته تأتي مشروطة بالالتزام بالقوانين الدولية وهو ما يحد من حرية نتانياهو في اتخاذ إجراءات تصعيدية تجاه القضايا الإقليمية كإيران وقطاع غزة بايدن حذر نتانياهو من استهداف المنشآت النووية الإيرانية مؤكدًا على ضرورة اتباع نهج دبلوماسي.

أما كامالا هاريس فقد أكدت مرارًا دعمها لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها لكنها لا تحظى بشعبية كبيرة بين الإسرائيليين إذ يعتبرها البعض أقل التزامًا بمصلحة إسرائيل مقارنة بترامب ويرى ناداف تامير دبلوماسي إسرائيلي سابق أن شعبية ترامب في إسرائيل تتجاوز أي مرشح ديمقراطي مضيفًا أن ترامب رغم دعمه القوي لإسرائيل قد يتبنى أجندة انعزالية في ولايته المقبلة ما قد يؤثر على السياسة الخارجية الأمريكية بشكل غير متوقع.

دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو

كيف ينظر الفلسطينيون للمرشحين؟

ومن الجانب الفلسطيني لا يوجد حماسة تجاه أي من المرشحين الأمريكيين إذ ينظر الفلسطينيون إلى السياسات الأمريكية سواءً تحت قيادة جمهورية أو ديمقراطية بأنها منحازة لإسرائيل ووفقًا لخليل الشقاقي من المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية فإن الفلسطينيين “لا يرون فرقًا حقيقيًا بين المرشحين” كما يؤكد المسؤول في حماس طاهر النونو أن “الإدارات الأمريكية المتعاقبة كانت دائمًا في صف إسرائيل”.

ويرى الفلسطينيون أن فوز أي من المرشحين لن يغير واقعهم أو يسهم في تحسين حياتهم اليومية حيث يتوقعون أن تظل السياسات الأمريكية ثابتة تجاه قضاياهم مع استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل في أي من السيناريوهات.

ترامب خيار إسرائيل المفضل رغم المخاوف

وفي ظل هذه الظروف يعتبر العديد من الإسرائيليين أن ترامب هو الخيار الأفضل لمستقبل إسرائيل خاصةً في ظل تصريحاته الداعمة لنتانياهو وتعهده بتقديم مزيد من الدعم العسكري والسياسي في حال عودته للبيت الأبيض ويرى المحلل السياسي بوشينسكي أن “الإيجابيات التي يجلبها ترامب تفوق أي مخاوف بشأن طبيعته غير المتوقعة” مشيرًا إلى أن “نتانياهو مستعد لتحمل هذه المخاطر مقابل الحرية السياسية”.

ولكن مع ذلك يحذر بعض المحللين من أن ترامب قد يتبنى توجهًا انعزاليًا في حال فوزه بالرئاسة حيث يحتمل أن يكون أقل حرصًا على التزامات الولايات المتحدة الخارجية ويقول ناداف تامير أن إدارة ترامب المستقبلية قد تأتي بمفاجآت غير مرغوبة خاصة إذا أحاط نفسه بجمهوريين انعزاليين.

خلاصة الانتخابات الأمريكية طريق غير مؤكد ولكن مؤثر على إسرائيل

بينما تستعد الولايات المتحدة لانتخاباتها الرئاسية تترقب إسرائيل النتائج حيث تمثل هذه الانتخابات منعطفًا حاسمًا في سياساتها الإقليمية لا سيما فيما يتعلق بإيران والفلسطينيين ورغم أن كلا من ترامب وهاريس يدعمان إسرائيل إلا أن الإسرائيليين يميلون لتأييد ترامب الذي يرونه كزعيم يقدم مصالحهم بلا تحفظات في حين أن نهج هاريس الأكثر تحفظًا يثير قلق بعض الأوساط الإسرائيلية.

ويظل السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت عودة ترامب ستعني عودة لنهج أكثر حدة في المنطقة أم أن توجهه قد يتغير في ضوء التطورات العالمية بينما تتطلع القيادة الإسرائيلية إلى فترة جديدة من التعاون غير المقيد مع البيت الأبيض لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *