قال محمد الصعيدي، رئيس التحالف المنظم لقمة مصر الدولية للتحول الرقمي والأمن السيبراني، إن انفجار أجهزة اتصالات لاسلكية محمولة يستخدمها عناصر من حزب الله في لبنان، عملية نوعية استخباراتية غير اعتيادية، وهذه العملية جاءت على خلفية اشتباكات ومناوشات استمرت لمدة 10 أشهر بين جنوب لبنان وشمال إسرائيل”.
وقال الصعيدي، خلال مداخلة عبر فضائية “دي إم سي” : “يمكن وصف هذه العملية بأنها اختراق سيبراني يعتبر واضح بكل الأبعاد، وهي عملية شاملة مركبة اعتمدت في البداية على تحليل المجتمع بجنوب لبنان”.
وتابعت: “العملية التي قامت بها إسرائيل عملية منظمة استهدفت تحييد العناصر والقيادات في حزب الله”، مردفا: “هناك معلومات تشير إلى أن عناصر حزب الله قد تكون تسلمت شحنة جديدة من هذه الأجهزة وهذا يشير إلى احتمالية التلاعب بهذه الشحنة، وقد يكون حدث اختراق سيبراني لهذه الأجهزة”.
يعتمد إتباع حسن نصرالله وحزب الله اللبنانى على استراتيجيات متنوعة ومتزامنة لتعقيد أي محاولات اختراق أمنية، كما يمتلك “حزب الله” بنية تحتية متقدمة ومعقدة من شبكات الاتصالات السلكية، والتي تُعتبر أكثر أماناً مقارنة بالشبكات العامة، لعدم اعتمادها على الإنترنت أو الهواتف المحمولة.
شهد العالم هجوماً غير مسبوق الأيام القليلة الماضية، إذ استهدفت إسرائيل أكثر من 3000 عنصر وقيادي من “حزب الله”، إلى جانب سفير إيران لدى لبنان، مجتبى أماني، في ضربة مفاجئة في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق لبنانية أخرى، وصولاً إلى الأراضي السورية، ويعتبر هذا الهجوم الذي وصفه البعض بالمشاهد السينمائية، يظهر قدرة إسرائيل على تمييز عناصر الحزب من خلال التشوهات التي لحقت بهم.
وأفادت مصادر مقربة من “حزب الله” أن الإجراءات الأمنية المتبعة قد حالت دون إدخال العديد من أجهزة “البيجر” إلى مواقع حساسة، إذ انفجرت مئات منها في مكاتب ومنازل وسيارات.
وأعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أن التفجيرات أسفرت عن إصابة ما بين 2750 و2800 شخص، بالإضافة إلى تسعة قتلى، بينهم طفلة في الثامنة من عمرها، كما أشار إلى أن الأعداد قد ترتفع لاحقا، وأن معظم الإصابات خطيرة وتتراوح بين جروح في الوجه واليد والبطن والعين، مما أدى إلى إعلان أكثر من 100 مستشفى في لبنان حالة الطوارئ لاستقبال المصابين.
إسرائيل تجتاح لبنان من دون قتال مباشر..
أثارت الحادثة الأخيرة جدلاً واسعاً في وسائل الإعلام العربية والإقليمية والدولية، إذ تم وصف الهجوم الإسرائيلي على لبنان بأنه “اجتياح” حدث دون الحاجة إلى أي قتال مباشر أو استخدام الدبابات.
وقد أظهرت التقارير أن الهجوم لم يستهدف سوى عناصر “حزب الله” الذين كانوا يتنقلون في حياتهم اليومية بين المدنيين، سواء كانوا يتسوقون في السوبر ماركت أو يقضون الوقت مع عائلاتهم، هذا الهجوم الذي جاء بشكل مفاجئ ودون أي اشتباك عسكري تقليدي، يعكس تطوراً جديداً في الأساليب العسكرية المتبعة.