الحمل وعظام الحوض

دائمًا ما كان يُدرس لنا فى كلية الطب الفرق بين الحوض فى الرجل وفى المرأة، وكيف أن هناك اختلافات خلقها الله للمرأة لكى تتهيأ للولادة، فأنشأ الله تكيّف الحوض فى المرأة على ذلك من قديم الأزل قبل الطب والأطباء وقبل العلم والعلماء ليكون فقط لعملية الإنجاب فى المرأة وحدها دون تغيير فى حوض الرجال وبالتصوير الإشعاعى يستطيع أى طبيب التمييز بين حوض الرجل والمرأة والذى ليست لها علاقة بالحجم أو الوزن.

فما هو الغريب فى هذا الجهاز العجيب فى جسم الإنسان وهو الحوض «دون غيره من الأحواض»؟ والإجابة أولًا أن للحوض فى الرجل والمرأة مدخلًا ومخرجًا وثانيًا أن له أيضًا مساحة عرضية وطويلة وجزءًا كبيرًا من الفراغ وثالثًا يكون عرض حوض المرأة أكبر من عرض الرجل، وتكون زاوية مفصل العانة أكبر فى المرأة من الرجل، وأخيرًا يكون مكان مفصل الفخذ عند المرأة متقدم فى الحوض ما يجعل عظمتى الفخذ تلتقيان عند الركبة فى المرأة عكس الرجل، وهذا ما تلاحظه كل السيدات وما كان وضع الرجلين بعضهما ملاصقًا لبعض فى المرأة إلا لأن الحوض يستطيع ذلك دون كثير من الرجال.

الخلاصة فى «الحوض» أن هذا الموضوع «ليس كيمياء» كما يقول العارفون فلسنا فى مجال المقارنات بين الرجل والمرأة فى الهيكل العظمى والذى لا مجال فيه أو وجه للمقارنة، والسبب معروف وهو لمساعدة الحمل والولادة فى المرأة وأن خروج الطفل من الحوض لا ينفع إلا فى المرأة لوجود متسع له لذلك «وبراح» ولا داعى لتكرار المعلومات.

وعلى سبيل البحث والدراسة كنا دائمًا نُطالب ونحن طلبة فى الامتحانات بأن نذكر هذه الفروقات العظمية ثم نذكر الأسباب التى تؤديها هذه «التعديلات» لكى تساعد على الولادة الطبيعية والغريب أن هذه التغييرات أنثوية صرف فلا مجال للعبث فيها أو «الفصال»، وهى مرتبطة بجينات المرأة ولا «تصرف» إلا لها ولا يتم الخلق إلا من أجلها وأكثر من مرة ذُكر فى القرآن كلمة الذكر والأنثى، مؤكدًا على وجود هذين الصنفين فقط من بنى آدم ولم يذكر جنسًا آخر وذُكر لفظ (ذكر) في القرآن الكريم ثمانى عشرة مرة نصفها للمساواة مع الأنثى فى الواجبات والتكاليف ونصفها الآخر لعدم المساواة فى الخلق كما قال فى كتابه الكريم «وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى» للتكامل بينهما عضويًا ونفسيًا حتى تُستأنف الحياة من خلال الذرية «فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى» كل منهما مكمّل للآخر ولا تستقيم الحياة بطرف دون آخر ثم تحدّث القرآن أيضًا عن التفاوت بين الرجل والمرأة فى العمل «وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى، إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى» فالاختلاف بينهما من أجل التعدد والوحدة وأيضًا ذكر التفرق والتعارف «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا» والمساواة فى الخلق والاختلاف فى السعى أى فى الأعمال طبقاً لقانون واحد يطبق على الاثنين وهو قانون الاستحقاق «فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّى لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى» يتساويان فى الجزاء على العمل الصالح «وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ».

ويقول العارفون بحوض العظام إنها لتغنى عن الكلام شهورًا أو أيامًا وإذا أردت أن تحافظ على المقام فلا تفرّط فى الصيام ولا تأكل وتنام حتى لا تلام وكن كأهل الشام قوامهم همام فليست أبدانهم سقامًا دون أوهام أو أحلام وهذا فصل الكلام.

 

استشارى القلب – معهد القلب

[email protected]

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *