السحر الأسود ومياه الترعة

عالقة على أحد الجدران، يتخبطها الهواء يمينًا ويسارًا، لا تكاد تراها العيون، إلا عيون من وضعها، خرقة من القماش الأبيض في حجم إحدى قطع لعبة الطاولة، من أثر لابسها، حِيكت بطريقة متقنة ومتفردة، تخرج منها عروة صغيرة، والخيط الأخضر يحكم أطرافها.

حالة ذهول مشوبة بتعجب آنٍ دعتنى إلى طرح أسئلة عدة: ما هذا؟ وما الذي يوجد داخله؟ ومَنْ وضعه؟ ولماذا؟ ومَنْ المقصود به؟ 

كنت أنتظر إجابة.. دعاني فضولي إلى فحص هذا الشيء الغريب، وبنظرات من الشك والريبة حول ما يحويه بدأت في فك خيوطه، واحدًا تلو الآخر، غير أن صعوبة ذلك حال دون فكه، فلجأت إلى تمزيقه، وإذ به طبقتان من قماش تحملان بين طياتهما ورقة مطبقة أربعًا.

ما زال الذهول مسيطرًا عليَّ، ودون تردد أخرجت الورقة، وفتحتها، لأفاجأ بما تحويه وما هو مكتوب فيها!

أخذت أحملق في سطورها.. حروف عربية متفرقة، متنافرة، مكتوبة بنوع من الحبر الأحمر، في صفوف متراصة بعضها فوق بعض، حتى وصلت إلى عشرة. 

أعدت قراءتها غير مرة، لم أُدرك منها شيئًا، حاولت جاهدًا استقراءها لكن دون جدوى.

أفكار غريبة وعجيبة تناثرت فوق رأسي تُومئ بأسئلة تحتاج إلى إجابات شافية، أهذا ما يدعونه عملًا من أعمال السحر الأسود، الذي يفرقون به بين المرء وزوجه، أم ماذا؟

لجأت إلى محركات البحث لمعرفة أى معلومات، وإذ بها تقول، حسب ويكيبيديا، إن السحر الأسود أو السحر المظلم هو شكل من أشكال الشعوذة التي تعتمد على القوى الحاقدة أو الخبيثة المفترضة. السحر يمكن التذرع به واستخدامه للقتل أو السرقة أو الإذاء وأيضًا ليسبب سوء حظ أو تدمير شخص أو تحقيق مكاسب دون النظر إلى  الآثار الضارة للآخرين.

ثلاثة أيام مرت كأنهم شهور والورقة معي، أبحث عن هويةٍ لها، من قام بها ولماذا، وبعد استشارات واستنارات ممن لهم خبرة في التعامل مع هذه الطلاسم، قالوا لي إنها من أعمال الشعوذة، فقررت التخلص منها، لكن كيف أتخلص منها؟ وهو الأمر الذي شغل ذهني أكثر، فظللت أبحث عن أفضل طريقة، هل أحرقها أم أقطعها وألقي بها في المهملات، أم ماذا أفعل؟ 
أفكار كثيرة راودتني إلى أن قررت التخلص منها، فهممت مسرعًا أعد الخطوات بعيدًا عن أعين الناس، في أستار الليل، والقيت بها في الترعة.

واستعذت بالله من الشيطان الرجيم.. فالقرآن الكريم كما أخبرنا المولى عز وجل عن السحر بأنه أمر مذموم ليس للتصديق بمفعوله، لأنه مبني على الخداع البصري كما جاء قول رب العزة في سورة الأعراف “فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم”.. هذا ما أعتقده دائمًا.

إلى كل من يمارس أعمال السحر والدجل والشعوذة.. اتقوا الله فإن زلزلة الساعة شيء عظيم.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *