مصر وسط لهيب النيران!!

نور

قال الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته بالندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر: «الكلام كان بيتقال هل مطلوب إن إحنا نجيب أسلحة للقوات المسلحة خلال العشر سنوات اللى فاتت؟! أنا مش هجاوب على السؤال ده خالص.. مش عشان الحرب اللى موجودة دلوقتى، لكن لازم تعرفوا إن الحفاظ على قوة الدولة الشاملة بكل معانيها، القوة العسكرية والقوة الاقتصادية والقوة الثقافية وقوة الوعى، أمر مهم جدًا جدًا، فأنا مش هجاوب على السؤال ده وأقول شوفتوا بقى».
نعم..لسنا وحدنا «اللى شوفنا» ولكن الجميع يعرف الآن لماذا قامت مصر منذ وقت مبكر بالحصول على أحدث الأسلحة، ولماذا قام مُتخذ القرار بالسير فى طريق التسليح القوى الصارم رغم الحملة الممنهجة التى قادتها جماعة متطرفة، فى الإعلام المُعادى والسوشيال ميديا ووسط التجمعات الجماهيرية، بأن أموال السلاح الشعب أولى بها، وكانت هذه الجملة تستهدف البسطاء لإقناعهم بأن السلاح رفاهية والاهتمام بالجيش ليس أولوية.. لتمر السنوات ويُدرك الجميع أن التسليح كان ضرورة وإلا كانت النيران التى حولنا على جميع حدودنا.. كانت ستندلع داخل بيوتنا!!
نعم.. لقد أصبحت الحدود المصرية مع كل الجهات كتلة رماد، واتضح أن مصر وحدها -بفضل الله وقوة جيشها- قد نجت من التدمير الذى كان مخططًا لكل المنطقة والإقليم، فسقطت فى هذا المستنقع بلدان مجاورة، ولم تخرج منه حتى اليوم وسوف تستمر آثاره لسنوات طويلة قادمة تؤثر عليهم وعلى مستقبلهم!!
نعم.. البعض كان يسخر من المقولة التى كنا نرددها «لانريد أن نلقى مصير سوريا وليبيا والعراق واليمن» فقد كانوا يقولون لنا «أنتم تدافعون عن الدولة والجيش وتبالغون فى وصف وقياس المخاطر».. والآن أثبت التاريخ، وأثبتت المواقف، أن مصر كانت على حق، فعندما حافظ جيشها على شعبها، وعندما حافظ شعبها على جيشها، تمكنت بلدنا من الحفاظ على وجودها وقوتها وقدرتها فى حين أن هناك دول مجاورة سقطت نتيجة عدم تحقيق هذه المعادلة، وبعدما حافظنا على أنفسنا من السقوط، كان قرار التطوير والتحديث والتدريب والتسليح للجيش هو سبيل استقرار الحماية بصلابة وبدون اهتزاز.. ولذلك يجب أن نقول فى كل وقت وحين «الحمد لله أننا لم نتعرض لما تعرضت له ليبيا وسوريا واليمن والعراق» عفا الله عن شعوبها ونجاهم مما هم فيه!!
نعم.. لقد تكرر نموذج هذه الدول.. فدخلت السودان فى أتون حرب أهلية قاسية.. دمرت بنيتها.. وهجَرت شعبها.. وجعلت الطامعين فى نصيبنا -نحن والسودان- من مياه النيل يتجرأون ويتحركون فى المنطقة المحيطة بالمنابع، ولولا وجود جيش قوى له ذراع طولى قادرة على الرد والردع لكنا فى مرحلة سيئة من مراحل أزمة تأمين المياه ومصادرها.. فالحق يحتاج للقوة.. وقوتك فى جيشك وقدراته وإمكانياته وتسليحه وعلومه التى تجعله يتفوق فى التخطيط والتجهيز والرد السريع عبر استراتيجيات وتكتيكات.. فالعلوم العسكرية ليست رحلة ترفيهية ولكنها كفاح ونضال وتحصيل ومتابعة.. فهى علم التوقع والاستعداد لما هو متوقع.. فكان التسليح استعدادًا قائمًا من عشر سنوات وقد حان وقت استخدامه!!
نعم.. لو كانت مصر ضعيفة وجيشها مهزوز وتسليحها بطيء.. لضاعت سيناء وانتهت القضية الفلسطينية للأبد.. فقد كان مُخطط إسرائيل الجديد القديم هو طرد سكان غَزة إلى سيناء.. لتتم تصفية القضية على حساب أراضٍ عربية أخرى.. ولكن جيش مصر قوى.. والقيادة رشيدة.. والشعب واعٍ.. فكان الجميع حصنًا ودرعًا ومانعًا صلبًا فى مواجهة المخطط الذى لن ينتهى مهما طال الزمان، ولكننا سنقف له بالمرصاد وسوف نعلم أولادنا والأجيال القادمة، كيفية الحفاظ على الأرض وحمايتها من مخطط بدأ سنة 1948 ولن ينتهي -من وجهة نظر إسرائيل- إلا بالتوسع على حساب الغير.. ولكنه أبدًا لن يتحقق وسيبقى مجرد حلم على الورق.. حلم سيتمزق أمام صلابة شعب مصر وجيشه!!
نعم.. التسليح لم يكن رفاهية.. فقد كان ضرورة.. ضرورة فى أبحاث ودراسات المتخصصين فى العلوم العسكرية، وغير ضرورى عند أعداء الاستقرار.. كان ضروريًا عند متخذ القرار.. فهو الذى يمتلك المعلومات الكافية التى تسمح له بتقدير الموقف.. ونحن واثقون فى قواتنا المسلحة.. وداعمون لها فى مواجهة كل المخاطر.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *