أشياء سيدنا رسول الله ﷺ كيف نأخذ منها حب النبي من ناحية، وكيف نأخذ منها أخلاق رسول الله ﷺ من ناحية أخرى، وكيف نعلم أبناءنا حب رسول الله ﷺ وأخلاقه منها.
خاتم النبي
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق إن خاتم النبي الشريف لم يزد في وزنه عن درهمين (ستة جرامات)، بفص عقيق وهو من أرخص أنواع الأحجار -وإلى يومنا هذا-، نَقْشُهُ: الله، وتحته بسطر: رسول، وتحتها بسطر: محمد؛ فتقرأ من أسفل إلى أعلى: الله – رسول – محمد.
وذلك إعلاءً للفظ الجلالة وتواضعًا، وهو خير من تواضع من العالمين لربه، وإرشادًا للأمة أن التفاخر والتكبر لا يحبه الله جل جلاله ، كان ﷺ قادرًا على أن يلبس الديباج والسندس، فقد كان ملكًا عظيم الملك، كان ملكًا مجيَّشًا منتصرًا، ينتصر على أعدائه، ويفتح الأرض في المشارق والمغارب، لكنه تخير جانب ربه، وتخير التواضع في الدنيا والزهد فيها، بعد أن عرضت عليه من قبل ربه، ومن قبل الناس.
وسادة النبي صلى الله عليه وسلم
وِسادتُه ﷺ كانت من ليف خشن، وكان عظيمًا بربه في نفسه، ولم تكن الأشياء دالة على فخامة نفسه، ولم تكن الأشياء هي الدالة على عظمته في نفسه، كما يربط كثيرٌ من أبنائنا بين فخامة الأشياء، وبين العزة في النفوس.
وتابع جُمعة: علموا أبناءكم من سيرة رسول الله ﷺ أن يفصلوا بين التواضع لله في الظاهر، وأن الأمر إنما مداره العمل والحركة، والحركة فيها بركة عندما تكون لرب العالمين، وبين الربط الخائب المادي بين الأمور المادية الظاهرة، وبين الفخامة في النفوس.
وأضاف: بينوا لهم كيف أن رسول الله ﷺ في عَصاه التي كان يمسك بها لم تكن من قرن الخرتيت ولا من العاج ولا من مادة غالية فخيمة، بل كانت غصن شجرة لا يؤبه له، لكن خاتم رسول الله لو وجد الآن ندفع فيه أرواحنا؛ لأنه أخذ القيمة من سيدنا رسول الله ﷺ بالبركة التي كانت في يده، لا ندفع فيه أموالاً؛ فإن أموال الأرض لا تكفي، إنما ندفع فيه مُهجَنا حفاظًا عليه وتبركًا به ، ظل هذا الخاتم يتوارث حتى ذهب إلى سيدنا عثمان رضي الله عنه ، فضاع منه في بئر (أريس)، فأخذ يبحث عنه، ونزح البئر مرات، وخصص له كتيبه للبحث عنه، وكانت الصحابة الكرام تحب أثر رسول الله ﷺ وتتبرك به حبًّا فيه.